بيان رقم واحد للجان التنسيق المحلية لمدن اقليم عربستان
بسم الله نصیر المستضعفین
بيان رقم واحد صادر عن اللجان التنسيقية لانتفاضة تموز الباسلة
ايها الشعب العربي الاحوازي العظيم يا احرار العالم في كل مكان
مرة اخرى ينهض شعبنا الابي من تحت ركام التنكيل والظلم و العدوان، ليشمر عن سواعد ابناءه السمراء ويلوح بأكفه الكريمة صادحا بصوت مدوي، صارخا بوجه الظلم والطغيان، مستصرخا احرار العالم؛ ها انا حي اتحدى الذل والموت والهوان وهاهي أرضي عربي نبضها وعلى كل ثراها لي أثَر هاهي أحوازي، وموتي فوقها ميتة الحر وقوفا كالشجر.
ان مسيرة كفاح شعبنا العظيم الحافلة بالتضحيات والبطولات، برهنت وبكل وضوح بان شعبنا الابي ورغم كل التنكيل والتعتيم وعهرالمساومات الدولية والاقليمية والمحلية، لازال حياَ ينبض بهويته الاصيلة و تاريخ نضاله المشرق مستمدا عزيمته من امتداده الحضاري، و قيمه الانسانية السامية و تطلعاته المشروعة للعيش بكرامة في كنف الحرية والازدهار.
ان انتفاضة تموز و رغم عمق الجراح وشدة الالم و قلة الناصر والمعين، ادهشت العالم بهدير صوتها و نهجها السلمي و عدالة مطالبها، والهمت شعوب المنطقة دروسا جعلت الجميع يقف رافعا قبعته لها، مذعنا بحقانيتها و مقرا ببسالتها و نقاءها، ولا ينبغي ان يكون لها الا كما هي، فهي لم ولن تكن الا تعبيرا عميقا و صادقا لضمير شعب أبى الاستسلام للذل والهوان، و شاهدا حيا عرى زيف المتلبدين بعباءة الدين و نصرة
المستضعفين و المتشدقين بيافطة الحرية وحقوق الانسان على حد سواء.
و من اهم انجازات هذه الانتفاضة انها ارغمت الجميع بضرورة التفاعل على حد سواء فدفعت الاحرار يتداعون لنصرتها ولو بكلمة، و الخصوم يرغمون على الاعتراف بحقانيتها و لوعن مضض، والاعداء يفشلون في تشويهها ولو عن مكابرة .كما فضحت من اراد ان يركب موجتها و يستغلها ممن يتنكرون لحق هذا الشعب بسيادته على ارضه ويتحاشون حتى التفوه بمسمياته والاعتراف بهويته وتاريخه وحضارته
العريقة رغم معارضتهم للنظام.
وبما ان حجم الدمار الشامل و منظومة الممارسات التعسفية الممنهجة لردح من الزمن، استهدفت الانسان بمجتمعه و تاريخه و حضارته و ثقافته، و الجغرافيا ببيئتها و اقليمها و مقدراتها المعنوية والمادية وحولت اغنى بقعة في المنطقة لافقرها و اعدمت جميع مقومات الحياة بها، اصبح من الصعب الوقوف عند حجم المطالبات واحصائها. رغم ذلك فان انتفاضة العطش الغراء افرزت، مطالبات عادلة و ملحة يجمعها ضرورة ايقاف ممارسات تنكر الوجود و الابادة الجماعية المتدرجة من خلال القضاء على ادنى مقومات الحياة
الضرورية وانعدامها وهنا يمكن الاشارة الى بعض ابرز هذه المطالبات كمايلي :
اولا: اطلاق سراح جميع المعتقلين من المحتجين دون قيد اوشرط و محاكمة الجناة والمعتدين على المتظاهرين و تعويض المتضررين فورا.
ثانیا: ايقاف بناء السدود وكافة مشاريع انتقال المياه لخارج الاقليم، و اطلاق المياه في انهر الاقليم و اهواره و تعويض المتضررين منها بشكل عادل.
ثالثا: ارجاع كل الاراضي الزراعية وغيرها من الممتلكات لمالكيها الحقيقين من العرب، خاصة الاراضي التي استولى عليها العسكر بقوة السلاح و الاراضي التي اغتصبت تحت ذرائع تنفيذ مشاريع مثل استخراج البترول و مشاريع قصب السكر و انشاء مرافق عامة و ماشابه ،وتعويض اهلها.
رابعا: حصر جميع فرص العمل و المناصب السياسية و الادارية بأهل الاقليم دون سواهم.
خامسا: الكف عن نهب ثروات الاقليم وحصر موارده الطبيعية بااهالي الاقليم بمافيها المياه والنفط والغاز.
سادسا: اعادة التسميات العربية للمدن والقرى والاماكن الجغرافية والرموز والمعالم في الاقليم.
سابعا: اتاحة الرخص لتأسيس وانشاء مؤسسات تعليمية و ثقافية باللغة العربية في جميع المقاطع التعليمية بمافيها المدارس والمؤسسات الحكومية والرسمية.
ثامنا: اتاحة المجال لممارسة شعبنا ثقافته على ارضه دون اية محاذير وقيود وترهيب.
تاسعا: السماح بانشاء مؤسسات المجتمع المدني و النقابات المهنية ووسائل اعلام وصحفا باللغة العربية.
عاشرا: اطلاق سراح كافة المعتقلين و السجناء بتهم تتعلق بانشطتهم السياسية والعقائدية وممارسة حرية الرأي.
الحادي عشر: ايقاف بناء المستوطنات و كل مشاريع التهجير و سياسة العبث و الارض المحروقة.
الثاني عشر: تجريم كل مظاهر و ممارسات الكراهية و العنصرية و معاقبة مرتكبيها باشد العقوبات.
الثالث عشر: ايقاف كافة الممارسات الرامية للعبث بتراث وآثار الاقليم واحالة صيانتها وحراستها لمؤسسات محايدة.
الرابع عشر: الكف عن العبث بالبيئة والعمل على ترميمها وصيانتها و تسجيلها في المحافل الدولية.
الخامس عشر: فضح ومعاقبة كل الفاسدين والعابثين بمقدرات الاقليم ومعاقبتهم واعادة الاموال المنهوبة للشعب.
من هنا يتوجب على النظام ان يدرك بان هذه هي الفرصة الاخيرة وان يباشر سريعا بتنفيذ هذه المطالبات بلا تعلل وتاخير وتسويف، دون ذلك فان انتفاضتنا مستمرة و ستكون لنا صولة لاتتوقف عند حدود و لاتردع عند رادع.
وانطلاقا من قناعتنا بان انتزاع حقوق الشعوب لاتتحقق الابارادتها و تضحياتها، و ايمانا منا بان مباديء القيم الانسانية هي مصلحة مشتركة و واجب انساني ضروري يستدعي التضامن والتكافل، وان انتهاكها ينعكس سلبا على الجميع، فلابد من تحية اجلال لكل من وقف و ناصر ودعم هذا الحراك سيما من الشعوب المضطهدة من ابناء الشعب الآذري الشجاع و الشعب الكوردي الابي والشعب البلوشي البطل والاحرار من بقية شعوبنا العربية والاجنبية و كذلك وسائل الاعلام المهنية ومؤسسات حقوق الانسان الدولية وعلى راسهم موقف السيدة باشيل رئيسة المفوضية السامية لمجلس حقوق الانسان وجميع الموسسات الدولية.
وفي الختام لابد من وقفة اجلال واحترام لكل من ساهم في هذه الاحتجاجات من شيوخ و وجهاء ومثقفين واعلاميين ونشطاء ومحامين من ابناء وبنات شعبنا الابي، على امل ان نبقى جميعا على اهبة الاستعداد لمواصلة مسيرتنا النضالية و كفاحنا المستدام حتى انتزاع جميع حقوقنا المهدورة.ولابد من الاشادة والترحم على الافضل منا جميعا شهداء الحرية ممن سقوا مسيرة النضال بدمائهم الطاهرة والدعاء لذويهم بالصبر.
رحم الله شهداءنا والله ناصرنا وعلیه التكلان
اللجان التنسیقیة لانتفاضة تموز الباسل الثلاثین من تموز 2021
والسلوان والشفاء العاجل للجرحى والمعاقين.
اللجان التنسيقية لانتفاضة تموز الباسلة في الثلاثين من تموز 2021